ما هي توقعات أسعار النفط 2022، السؤال الكامن تحت رماد المُتغيرات السياسية والاقتصادية والاجتماعية العنيفة التي يموج بيها المُجتمع الدولي منذ العام 2019 بداية ظهور جائحة كورونا، وجاءت المُتغيرات تلك على الساحة الدولية بالعنف والقوة التي أثرت على كافة العوامل والمؤثرات باقتصاديات دول العالم كافة كبيرها قبل صغيرها.
فكيف سيكون الحال بالنسبة لأسعار النفط بالعام 2022 وهل سيرتفع سعر النفط أم يتراجع، وهل ستكون المُتغيرات بالأسعار سواء بالارتفاع أو التراجع عنيفة أم متوسطة الشدة أم طفيفة، ينقل لكم موقعكم ماركتنا بالتحليل المبني على المؤثرات الحالية والمُستقبلية على الاقتصاد الدولي توقعات أسعار النفط 2022.
كورونا وأسعار النفط
بداية إن كورونا ونسخها المُتحورة التي تفاجئ العالم بين فترة وأخرى وموجة وما يليها أثرت على أسعار النفط العالمية بشكل ربما يكون غير مسبوق بالسلب وهبطت بالأسعار بل وأعاقت نمو مؤشرات أسعار النفط كلما هبت توقعات متفائلة بأن سعر النفط سوف يتعافى ويرتفع.
ولما لا والجائحة في حد ذاتها كلما اشتدت وتبينت السوق المالية أن اللقاحات ربما تكون غير فعالة مع بعض متحورات الوباء فإن الأسهم بالأسواق المالية العالمية تتجه بسرعة وعنف للهبوط والتراجع، ويتأثر النمو التجاري العالمي بالسلب ويُصبح الطلب على النفط محل تشكك كبير.
ومن ثم فإن الأسعار تتراجع وبقوة ولقد تعددت الأمثلة على ذلك منذ 2019 ولكن أكثرها وضوح لتأثير الوباء على أسعار النفط هو تراجع أسعار النفط بنوفمبر 2021 بعد ما حققه العالم من نجاح في مواجهة كوفيد 19 وتصاعدت التوقعات بفتح الاقتصاد.
ثم يأتي منحور أوميكرون وما يُحيط بيه من تشكك في نجاح اللقاحات في مواجهته ليدفع سعر النفط لتراجع كبير مرة أخرى، ولكن السؤال هل ستظل كورونا هي المؤثر الوحيد بالعام 2022 على أسعار النفط لتدفع بيه هبوطاً كلما اشتدت وصعوداً كلما تراجعت حدتها.. الإجابة لا فهناك مُتغيرات جديدة بالعام 2022 قد تدفع سعر النفط لصعود كبير وغير متوقع هيا نوضحها لكم.
تضخم الطبقة المتوسطة بالصين وأسعار النفط العالمية
بدأت الصين رحلتها نحو الصعود الاقتصادي الكبير منذ ثمانينات القرن الماضي على استحياء كبير، ولم يكن للطبقة المتوسطة بهذا المجتمع الملياري الضخم تواجد يُذكر، ومن ثم كانت الصين تنتج والعالم يستهلك، ولم يكن الاستهلاك الصيني في حد ذاته خاصة للسلع والمواد الاستراتيحية تأثير كبير على الطلب العالمي للنفط.
ولكن الآن باتت الصين أكثر رفاهية وباتت الطبقة المتوسطة أعلى تواجد من ذي قبل وأصبح استهلاك تلك الطبقة يتزايد بقوة وضغط وسوف يستمر في الضغط على الإنتاج الصيني من السلع ومن ثم سوف تضطر الأسواق العالمية تدريجياً أن تستغني عن المُنتج الصيني وتتجه للإنتاج.
ومع تزايد الاستهلاك الصيني للسلع وتزايد الطلب العالمي على السلع بالعام 2022 مع فقرٍ كبير بالإنتاج نتيجة فترات الإغلاق المتتابعة منذ 2019 فسوف يزيد الطلب على النفط من كل الأسواق ومن ثم سيشهد النفط بالعام 2022 قفزة مفاجئة حتى ولو استمر الوباء بسبب فقر الأسواق وزيادة الطلب والحاجة المفاجئة للإنتاج لتعويض احتياج الأسواق العالمية من السلع الإستراتيجية.
الحرب العالمية الثالثة وأسعار النفط 2022
سوف يكون العالم بالعام 2022 على موعد مع تمهيد الساحة العالمية لصدام عالمي عسكري كبير بالعام 2025 أو 2026 كما أشار عدد من الدراسات الإستراتيجية المراقبة للأوضاع السياسية العالمية، فما الذي يجعلنا نؤكد أن الخرب العالمية الثالثة على الأبواب خلال السنوات الأربع القادمة إليك الأسباب:
- بات العالم يضيق بعظمائه فتلك القوة الصينية المتضخمة والروسية العائدة والأمريكية المُتحفزة والأوروبية الراصدة جميعهم باتوا يتنافسون على مساحة ضاقت بيهم من السوق العالمية التي لم تعد تستوعب هذا الكم من القوى الإنتاجية والاقتصادية المتشاكسة.
- كان لتأثير الوباء الخاص بكوفيد 19 قوة كبيرة دفعت العالم لحالة من التربص والخوف من الفقر الذي اقترب من كل المُجتمعات سواء كانت غنية أو فقيرة وباتت أثار كورونا الاقتصادية بحاجة لتعويض فوري وسريع يمنع تدهور الأوضاع الاقتصادية بتلك المجتمعات إلى الحد الذي يؤدي لاضطرابها ومن ثم باتت القوى الكبرى تفكر بحلول خارج حدودها ولو على حساب ثروات الغير ولو بالقوة.
ولم تكن التوترات في بحر الصين الجنوبي وعلى تخوم تايوان، أو تلك على الحدود الأوكرانية الروسية أو البولندية ولبلا روسية إلا مُقدمات بدائية لتلك الحرب وهذا ما سوف يدفع سعر النفط من منتصف 2022 حتى ربما 2025 لصعود كبير تحت تأثير تلك التوترات مما يجعل الحرب العالمية الثالثة مؤثر جديد وقوي يرفع من أسعار النفط العالمية.