النتائج الاقتصادية لزيارة الرئيس الروسي للسعودية| تضع المملكة في صدارة التأثير على أسواق الطاقة العالمية

النتائج الاقتصادية لزيارة الرئيس الروسي للسعودية| تضع المملكة في صدارة التأثير على أسواق الطاقة العالمية

عندما يلتقي عملاقي الطاقة بالعالم فلابد أن تنتبه الأسواق، فلقاء يجمع أكبر مُنتجي النفط المملكة العربية السعودية مع أكبر مُنتجي الغاز روسيا الاتحادية قد يعني هذا الكثير في تأثيره على اقتصاد دولي يترنح تحت وطأة التوترات التجارية، واليوم جاءت زيارة الرئيس الروسي “فلاديمير بوتين” للرياض وسط ترقب عالمي كبير لهذه الزيارة الهامة والتاريخية والتي تعني بجانب تأثيرها السياسي الواسع والممتد تأثيرات اقتصادية لها ثقلها سواء على الاقتصاديين الروسي والسعودي، أو تأثيرها على الاقتصاد العالمي، فما هو التأثير الاقتصادي المتوقع من تلك الزيارة الهامة التي يقوم بيها الرئيس الروسي حالياً للمملكة العربية السعودية.

النتائج الاقتصادية المتوقعة من زيارة بوتين للرياض

بداية تأتي زيارة الرئيس الروسي “فلاديمير بوتن” للرياض وسط حالة من إعادة رسم المشهد الاقتصادي ككل في العالم من قبل الولايات المتحدة، ونحن أمام حقيقة مؤكدة أن الإدارة الأمريكية تنظر بعين الترقب والقلق للتوسع الاقتصادي الروسي سواء غرباً نحو أوروبا أو جنوباً نحو الصين وأسيا الوسطى، ولكن زيارة الرئيس الروسي للسعودية بالإضافة أنها تُمثل بعد أخر جديد للتمدد الاقتصادي الروسي لأبعد من أسيا الوسطى والبحار الدافئة إلى منطقة الخليج، فهي تعني الكثير والكثير لسوق الطاقة العالمي.

فيكفي لنا تصريح وزير الطاقة السعودي الأمير عبد العزيز بن سلمان، وذلك على هامش زيارة الرئيس الروسي للرياض والتي أكد بن سلمان في تلك التصريحات الهامة، أن هناك عشرون اتفاقية كاملة سوف يتم تبادلها بين موسكو والرياض كنتيجة مؤثرة لزيارة بوتن للسعودية.

وسبق تصريح وزير الطاقة السعودي، تصريح أخر لا يقل أهمية من قبل الرئيس الروسي نفسه خلال اللقاء الذي جمعه بإعلاميين من كل من السعودية والإمارات ونقلته القنوات الفضائية بتلك الدول، أن هناك اتفاق تبلغ قيمته الاستثمارية مليار دولار سوف يتم إبرامه في مجال البتروكياويات بين أكبر قطاعات الصناعات البتروكيماويات الروسية “سيبور” والسعودية أرامكو مع المشاركة من شركة توتال وذلك لإنشاء أكبر مجمعات البتروكيماويات بالمنطقة.

هذا فضلاً عن اتفاقيات ضخمة سوف تُبرمها روسيا مع السعودية فيما يتعلق مباشرة بالقطاع الزراعي الروسي الذي يكفل تأمين احتياجات المملكة من القمح من السوق الروسية، لتدخل روسيا وبقوة ولأول مرة في تاريخها كمنافس قوي للسوق الأمريكية فيما يتعلق بتصدير القمح لأسواق المملكة.

وأشارت الأنباء المؤكدة إلى توقيع شركة أرامكو النفطية عدة اتفاقيات مع العملاق الروسي في مجال أدوات التنقيب واستخراج النفط والصناعات البترولية “نوفومات” والذي من شأنه أن يمنح العملاق السعودي أرامكو ميزة نسبية جديدة في مجال صناعة واستخراج النفط.

إن تلك النتائج الاقتصادية المؤثرة لزيارة الرئيس الروسي للرياض، والتي يتضح أن تُطفي مزيد من الثقل للملكة العربية السعودية كمركز للطاقة نجح وبكفاءة عبر زيارة بوتن للرياض أن يُحدث حالة من الشراكة والتكامل مع عملاق الغاز الأول بالعالم، مما يجعل السعودية الآن في مربع التأثير الأكثر أهمية على أسعار النفط وجميع مشتقات الصناعات البترولية والبتروكيماوية بالعالم، فضلاً عن نجاح السعودية لإحداث التنوع الذي طال انتظاره في تطلعاتها وعلاقتها الاقتصادية بتوازن ايجابي بين الغرب والشرق.

رأفت إبراهيم

أنا كاتب مصري، دراستي بالمجال التجاري والإقتصادي ولي العديد من المؤلفات في هذا الصدد، عملت بمؤسسات صحفية متعددة داخل مصر وخارجها، وأشرف الآن بالعمل ضمن فريق موقع ماركتنا الإخباري الذي يُتيح المعرفة المالية والاقتصادية الكاملة بالأسواق العربية، يُسعدنا تواصلك بالرأي والإقتراح من خلال قسم التواصل بموقع ماركتنا.

اترك تعليقاً

Close Menu