يبدو أن الاقتصاد العالمي برمته أصبح بالفعل رهينة لقرارات البيت الأبيض والتي لم تعد واضحة التوجه أو ثابتة عند مستوى يُحدد الشكل النهائي للسياسة الاقتصادية والمالية للولايات المتحدة، كما يبدو أن الصراع التجاري بين الولايات المتحدة والصين مُعقد إلى الحد الذي لا يمكن معه اتخاذ قرار واضح الرؤية وحاسم من قبل واشنطن تجاه بكين، فبعد تهديدات من قبل الولايات المتحدة بفرض رسوم قدرت بما قيمتها 300 مليار دولار على الواردات القادمة من الصين للولايات المتحدة بداية من الشهر القادم انقلبت موازين العالم الاقتصادية.
فالبورصات العالمية بشكلٍ جماعي، تأثرت تأثر بالغ وخسرت مُعظم الشركات مليارات الدولارات ربما في ساعات قلائل بعد أن هبطت الأسهم لأدنى مستوى لها، وتراجعت أسعار النفط بشكل كبير تحت تأثير التوقع الشبه محسوم أن النمو الصناعي ومن ثم الاقتصادي سوف يشهد تراجع دراماتيكي، وارتفعت أسعار الذهب لمستويات تاريخية.
ثم جاء اليوم الثلاثاء بقرار جديد من قبل الولايات المتحدة، غير الوضع كالمعتاد حول رؤية الساحة الاستثمارية نحو النمو الصناعي العالمي، فبعد أن تأهب الجميع لرسوم تجارية كبيرة الشهر القادم من قبل واشنطن ضد بكين ها هي الولايات المتحدة تتخذ قرار بتأجيل عملية فرض الرسوم بمقدار 10% وذلك على بعض المنتجات الصينية الهامة وهي الهواتف وأجهزة الكمبيوتر المحمولة.
ذلك القرار جدد الآمال بانتعاش النمو الصناعي خاصة في هذا القطاع الهام .. قطاع الهواتف والكمبيوترات المحمولة، ومن ثم سوف تنتعش حركة التجارة العالمية أكثر مما كان الوضع عليه لو سارت الرسوم الجمركية الأمريكية بشكلها ومستوياتها التي كانت ستتخذ بشهر سبتمبر وفق القرار السابق.
ومن ثم توقع زيادة الطلب على النفط أصبح أعلى من ذي قبل، وهذا التوقع اليوم زاد من أسعار النفط بشكل كبير وبمعدل وصل 4% بتعاملات الثلاثاء 13 أغسطس 2019، لنجد أن خام برنت ارتفع فقط منذ ساعات بمقدار 2.21 دولار للبرميل ليصبح سعر البرميل 60.82 دولار.