أسعار الذهب منذ أسبوعين كانت في أفضل أحوالها، فلقد صعدت الأوقية خلال تعاملات الأسبوع قبل الماضي لمعدلات ومستوياتٍ وصفت وقتها بالتاريخية إذا وجدت الأسواق سعر الأوقية عالمياً عند 1550 دولار، وتغير الوضع كُلياً خلال أيام وتعاملات الأسبوع الماضي بل وتلقى الذهب ضربة قاسية مع نهاية الأسبوع المنصرم وهبطت الأوقية إلى سعر 1509 دولار لتتهاوى بشكل أكبر خلال الأسبوع الجاري وتصل إلى مستوى 1495 دولار للأوقية، ورغم هذا صدرت توقعات من قبل المحللين لحركة ومؤشرات سوق الذهب تؤكد أن الذهب مع ختام هذا الأسبوع وتحديداً بدء من يومي الخميس والجمعة تجتمع عدة عوامل لكي تقود أسعار المعدن النفيس نحو ارتفاعات قد تكون كبيرة ليعوض كامل خسائره.
توقعات ختام الأسبوع تؤكد الذهب نحو الارتفاع
بداية يجب أن تقف على حقيقة انخفاض أسعار الذهب في الفترة الماضية وتتعرف على أسبابها الفعلية لكي تتمكن من قيادة توقعات أسعار الذهب خلال 2019 إلى وجهتها الصحيحة وتُدرك جيداً إلى أين يسير سعر الذهب عالمياً، نعم ترجع الذهب خلال الأيام الماضية وبمعدلات كبيرة بعد ارتفاعات قياسية، ولكن إذا عُرف السبب أدركنا أن هذا تراجع مؤقت، فالأسباب نفسية إلى حد كبير وليس لها أساس من واقع الأسواق، وهي ناتجة عن الإعلان الذي تم خلال نهاية الأسبوع الماضي عن اجتماع موسع بين مسئولين أمريكان وصينيين بشأن مناقشة التوترات التجارية بين البلدين، أضف لها صدرت عن محافظ الفيدرالي الأمريكي تُشير إلى أنه لا يتوقع حدوث كساد بالاقتصاد الأمريكي بالمستقبل المنظور.
تلك الأخبار والمعلومات رفعت نظرياً قيمة الدولار والأسهم في توقعات المضاربين، فهرعوا نحوهما على حساب الذهب، لكن فعلياً لا تجد أي عامل بالأسواق يرجح الدولار أو الأسهم على حساب المعدن الأصفر، ومع هذا صدرت توقعات هامة بأن يشهد الذهب ارتفاع ملحوظ مع ختام تعاملات هذا الأسبوع وتم تحديد ثلاثة أسباب تؤدي إلى تحقيق هذا التوقع.
السبب الأول: اجتماع هام جداً ومُرتقب للبنك المركزي الأوروبي، وذلك يوم الخميس 12 سبتمبر وتتجه التوقعات وبشدة أن المركزي الأوروبي عازم على مواجهة الركود الحادث بمنطقة اليورو عن طريق سن سلسلة تحفيزات مالية وفق مقدمتها على الإطلاق خفض الفائدة مما يعني تراجع قوة اليورو كعملة دولية هامة مُقابل الذهب.
السبب الثاني: تقرير مبيعات التجزئة الأمريكية والذي سيصدر الجمعة 13 سبتمبر، ويتوقع الخبراء أن يأتي عند 0.2% وهو مستوى أقل مما توقعه المراقبون، وهذا يُشير عملياً لتباطؤ الاقتصاد الأمريكي وهذا كفيل لتراجع الأسهم والدولار لصالح الذهب.
السبب الثالث: هو مؤشر أسعار المستهلكين والذي يُتوقع له أن يكون عند 2.3% وهي أيضاً مُعدلات أقل من المتوقع لها في الاقتصاد الأمريكي، وهي أيضاً توقعات تؤكد أن الدولار على موعد مع معاناة جديدة ختام هذا الأسبوع وهذا كله قطعاً لصالح الذهب.