ربما لن تجد في التاريخ رئيساً طغت نزعاته التجارية على قراراته كرجل أعمال ناجح قبل أن يتولى رئاسة أكبر دولة بالعالم وأقوى اقتصاد بالمعمورة مثلما تجد الرئيس الأمريكي الحالي دونالد ترامب، وظلت تصريحات الرئيس الأمريكي دائماً مُثيرة للجدل والأكثر من هذا مُثيرة لتغيرات جذرية في هيكل الاقتصاد العالمي، فتكفي تدوينة واحدة من الرجل الأقوى بالعالم على أحد حساباته الرسمية على مواقع التواصل الاجتماعية وهو يحتسي كوباً من الشاي الأخضر لتُغير مسار الحركة الاقتصادية بالعلم كله.
ومُنذ أن قرر سيد البيت الأبيض إعلان حربه التجارية ضد هيمنة الاقتصاد الصيني الغير محدودة على السوق العالمية ومنها السوق الأمريكية، وجميع مؤشرات الاقتصاد تتأرجح وتتقلب بشكل دراماتيكي أكثر من عنيف، ومُؤخراً صدر عن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تصريحات مفادها أنه بصدد فرض رسوم معدلها 10% وهي رسوم جديدة إضافية على واردات قادمة من الصين للولايات المتحدة قدرها 300 مليار دولار.
وقبل تصريح الرجل حول الرسوم التجارية الجديدة، جاءت تصريحاته المؤيدة وبشدة لخفض الفائدة الأمريكية لأن ترامب يرى أن دولار ضعيف يُشجع الصادرات الأمريكية خير من دولار قوي يُعطي الفرصة لاقتصاديات الصين واليابان بان تغزو العالم بمنتجاتها عبر عُملاتها قليلة القيمة أمام سلة العملات الدولية.
وبعد تصريحات ترامب بفرض الرسوم الجديدة وإصراره الغير محدود على معدل فائدة أقل حتى انه غير راضي عن الخفض الأخير بمعدل ربع نقطة مئوية من قبل الفيدرالي الأمريكي ويرى أنه لابد من مزيد من التيسيرات مستقبلاً بشان الفائدة، وهو الأمر الذي نفاه مسئولي الاحتياطي الفيدرالي وساهم لحد كبير لتماسك الدولار ومنع تغول الذهب حيث اكد الفيدرالي أن تيسيرات قريبة في المستقبل المنظور أمر غير وارد.
نجد أن تصريحات الرئيس الأمريكي، التي باتت وبقوة تتمحور حول دولار يضعف يوماً بعد يوم بسبب التوجه نحو خفض الفائدة ووسط مقاومة من الاحتياطي الفيدرالي كمؤسسة اقتصادية مستقلة عن سلطة الرئيس، وحرب تجارية شرسة عبر الرسوم التجارية يمارسها ترامب مما أضعف النمو الاقتصادي وقلل كثيراً من توقعات الطلب على النفط، كل تلك الأجواء تعني أن ترامب بتصريحاته وتوجهاته يصنع دولار ضعيف ونفط رخيص وفُرص كبيرة لارتفاعات قياسية للذهب.