تتزايد الأوضاع السياسية بمنطقة الخليج وبالتحديد بمنطقة مضيق هرمز اشتعالاً وتصاعداً، حقيقة واضحة رسمتها التوترات التي أحدثتها التحرشات الإيرانية العسكرية ضد حركة الملاحة التجارية بالمضيق، إلى الحد الذي دفع دول العالم لوصف تلك السلوكيات بالقرصنة الدولية، بل الأكثر من ذلك ظهر توجه أوروبي جاد للتواجد العسكري بالمضيق لتأمين حركة التجارة وإمدادات النفط العالمية.
وربما هذا الواقع المشحون هو ما دفع وزير الطاقة السعودي “خالد الفالح” عقب لقاءٍ جمعه مع نظيره الهندي، أن يُصدر تصريحات خطيرة ومؤثرة، حيث أكد الوزير السعودي أن الوضع في مضيق هرمز ليس بالمطمئن بسبب السلوكيات الإيرانية، ودعا الفالح بوضوح جميع مُستوردي النفط بالعالم عبر مضيق هرمز، أن يضعوا خُطط عاجلة لتأمين شحنات النفط التي تمر عبر المضيق.
هل تدفع دعوة الفالح النفط نحو الصعود
قد يرى الكثيرون أن دعوة الوزير السعودي تلك، والتي تُعد بلاده أكبر مُنتجي النفط بالعالم، سوف تدفع الأسعار نحو الصعود بل قد يُغالي الكثيرون بأن الأسعار قد ترتفع نحو صعود كبير، في حقيقة الأمر أن مثل تلك التصريحات بالتأكيد سوف تؤثر على أسعار النفط وعلى الأقل سوف تمنع تراجعها، ولكن الصعود الكبير بسعر النفط هذا قد لا يتحقق، والسبب التقارير المؤكدة على تباطؤ ملحوظ بالنمو العالمي، وهذا يعني أن الطلب على النفط سينخفض إلى الحد الذي يمنع حدوث طفرات كبيرة في أسعاره نحو الصعود.
تحديث عاجل| رغم التوقعات المتزايدة بتباطؤ النمو الاقتصادي العالمي، جاءت بيانات الاقتصاد الأمريكي مع ختام الأسبوع الماضي 26 يوليو ليوم الجمعة ايجابية بشكل كبير، وسط تزايد الإنفاق الاستهلاكي، وهذا عزز من توقعات زيادة الطلب على النفط، ومع التوترات في منطقة الخليج ومضيق هرمز زادت المخاوف من نقص المعروض، وهذا وعلى عكس المتوقع رفع أسعار النفط ختام الأسبوع ليسجل خام برنت زيادة بمقدار 1.7%، ويرتفع خام غرب تكساس بمقدار 1.2%.
أهمية مضيق هرمز
ومن الجدير بالذكر أن مضيق هرمز يُعد بالفعل أهم المضايق العالمية لحركة التجارة الدولية، وأيضاً المضيق يُمثل مشكلة في حد ذاته فهو مضيق بعرض 50 كيلو متر فقط، ومن ثم أي توتر ولو بسيط في محيطه سوف يدفع فعلياً حركة انتقال النفط من الخليج للعالم صعبة المنال، هذا بالإضافة إلى حقائق هامة تتمثل في:
- أن خمس الإمدادات النفطية إلى العالم تمر عبر هذا المضيق.
- الأسواق الأسيوية تستمد 85% من احتياجاتها النفطية عبر مضيق هرمز.
- أن 40% من النفط الذي يتم نقله عن طريق البحر يمر من مضيق هرمز.
حقائق تجعل من مضيق هرمز شريان الطاقة الأخطر بالعالم، ويظل الرهان على قدرة القوى الدولية على تجاوز أزمة أي وقف في الإمدادات الخاصة بالمضيق والتي قد تجعل من شبح ركود عالمي حقيقي يُصيب العالم، واقع منظور في القريب العاجل.