باتت التوقعات الاقتصادية بشأن العوامل والمقومات الحاكمة والمُحركة للسوق العالمية في محل شكٍ وريبة بالعام 2022، وما هو غير متوقع قد يحدث وبشكلٍ أكبر مما خُطط له، فوسط انتشار لمتحور فيروس كورونا الجديد أميكرون ووسط ترقب عالمي بأن يحدث إغلاق للاقتصاد يؤثر على مُعدلات النمو العالمية، تحدث المفاجئة ويصعد السعر العالمي للنفط ليصل إلى ما يُقارب 88 دولار للبرميل بعد أن أغلقت التعاملات على 88.44 دولار للبرميل بزيادة 1.1% وبارتفاع 93 سنت للبرميل
فما هو السبب الكامن وراء ارتفاع أسعار النفط لمستويات هي الأعلى منذ العام 2014، بل كيف يصعد النفط وسط انتشار متحور أميكرون وترصد الاقتصاد العالمي لمزيد من الإغلاق وهل يصل فعلا ً سعر برميل النفط قريباً إلى 100 دولار للبرميل.. هيا نتعرف على الإجابة بمتابعة موقعكم ماركتنا لأحدث تفاصيل أخبار صعود النفط عالمياً.
التوترات العسكرية والسياسية بالعام 2022 تدفع النفط للصعود
فمع تزايد احتمالات تصاعد التوتر بشرق أوروبا وما قد يتبعه ذلك من حرب واسعة النطاق بالقارة الأوروبية وسط تهديدات وأخرى من قبل واشنطن في مواجهة موسكو، باتت هناك تخوفاتٍ حقيقية بشأن إمدادات النفط العالمية في الأجل القريب، خاصة وأن أحد طرفي الصراع وهي روسيا أكبر مُنتجي النفط عالمياً.
أضف لذلك تطوير مليشيات الحوثي من نهج مواجهاتها مع قوى التحالف العربي وتصعيدها للهجمات ضد المصالح الإماراتية، وهو ما يمس تأمين أحد أهم الروافد العالمية للطاقة بالتوقف أو نقص الإمداد، تلك التوترات السياسية والعسكرية تدفع النفط صعودْ رغم التخوف من تراجع النمو التجاري بالعام 2022 بسبب متحور أميكرون.
توقعات زيادة الطلب تدفع النفط للصعود
أما العامل الأخر الذي دفع أسعار النفط للصعود لمستويات اقتربت من 89 دولار للبرميل هو توقعات أوبك بأن يرتفع الطلب على النفط بمستويات أكبر بالعام 2022 منه عن العام 2020 و2021 والسبب في ذلك وفق تحليلات الخبراء يرجع إلى عاملين:
- تعطش الأسواق لمزيد من الإنتاج وسط ارتفاع كبير بنسبة التضخم العالمية دفعت كل الاقتصاديات المتقدمة والناشئة للتخطيط لزيادة واردتها من النفط.
- التخوف من صدامات عسكرية كبرى بسبب التوترات العالمية على الساحة الأوكرانية وفي بحر الصين الجنوبي بالإضافة للملف الإيراني زاد تعطش الأسواق للطلب على النفط.
هل يصل برميل النفط إلى 100 دولار للبرميل بالعام 2022
إن توقع وصول سعر النفط بالعام 2022 إلى حاجز 100 دولار للبرميل وارد للغاية بل قد يقفز سعر النفط متجاوز هذا الحاجز وبكثير إن حدث واتجهت الدول الكبرى الصين والولايات المُتحدة وروسيا للخيارات العسكرية في حل النزاعات العالقة.
إن أعلى سعر وصل له برميل النفط كان بالعام 2008 ووصل لسعر 134 دولار للبرميل، وكان السبب النمو التجاري العالمي القياسي بتلك الفترة، ولكن حال تعطلت إمدادات النفط خاصة بشهور الشتاء وسط أسواق تعاني من التضخم ونقض الإنتاج بسبب الجائحة ووسط توترات عسكرية قد يتجاوز البرميل مستوى أسعار النفط بالعام 2008 وبكثير.