أسعار الذهب العالمية، عادت وبقوة إلى دائرة الضوء لتفتح شهية المستثمرين نحو المعدن الأصفر وذلك مع تنامي مؤشرات أسعار الذهب بقوة خلال أبريل 2024 وتحديدً في النصف الثاني من الشهر.
فمع ارتفاع مُعدلات شراء الصين من الذهب ومع تزايد التوترات الجيوسياسية بالمنطقة بات الذهب فعلياً هو الوجهة الاستثمارية والادخارية الأكثر قوة بين الملاذات الآمنة فائزاً بالرهان في مواجهة الأسهم والدولار.
فمع اشتداد حدة الصراع السياسي بمنطقة الشرق الأوسط وتخوفات متزايدة تُعزز فرضية أن يتحول الصراع إلى صراع إقليمي موسع يجر إليه قوى دولية فاعلة وفي مُقدمته الولايات المتحدة بات التخوف من نقص إمدادات الطاقة وتأثر طرق التجارة العالمية بالبحر الأحمر والخليج العربي دافعاً قوية لنظرة متشائمة نحو النمو العالمي.
صندوق النقد الدولي يُحذر من ارتفاع أسعار السلع
ومع تزايد وتيرة الأحداث السياسية في منطقة الشرق الأوسط واثر الهجوم الإيراني ضد إسرائيل صدر عن صندوق النقد الدولي تخوفات جدية من أن هذا الصراع الجيوسياسي بمنطقة الشرق الأوسط سوف يؤدي لزيادة أسعار السلع بشكل كبير ويدفع الحكومات على اثر ذلك إلى سياسات نقدية أكثر تشدداً.
وبالنظر لتقرير صندوق النقد هذا فإن شبح ارتفاع مُعدلات التضخم العالمية بات واقع يفرض نفسه من جديد بالمشهد، والذي بدوره قد يدفع الحكومات لسياسات نقدية مُقيدة للنمو والاقتراض للحد من قوة التضخم، وتلك عوامل بلا شك تدفع رؤوس الأموال نجو شراء مزيد من الذهب وارتفاع أسعاره العالمية.
إن فرضية أن تصل سعر أوقية الذهب إلى 3000 دولار قبل ختام العام 2024 قائمة بقوة إذا ظلت حالة التوتر السياسي العالمي بمناطق حيوية ومؤثر مثل منطقة الشرق الأوسط قائمة، إن تقديرات المؤسسات الدولية المعنية بمراقبة مُعدلات النمو العالمي أكثر تشاؤماً في ظل أجواء تحد من حرية وسلامة التجارة العالمية وسلاسة تدفق الإمدادات وهذا كله يُعزز فرضية صعود كبير بمستويات أسعار الذهب العالمية.