أسعار الدولار مع مُستهل العام الجاري 2019 وهي في مصر بوضع التراجع مقابل عملتها الوطنية، واقع ترسخ بسوق النقد والتعاملات المالية المصرية وزاد تأكيده مع مرور الشهور حتى اقتربنا من الربع الأخير من العام 2019 والدولار مسجلاً ما دون 16.50 بعد أن تجاوز بداية العام 18 جنيه، كان لتلك النتائج التي حققها الجنيه في تعافي واضح مقابل الدولار مُقدمات وأسباب عدة، كان من أهمها القدرة التي أثبتها القطاع الاقتصادي المصري بأنه اقتصاد واعد حقق مُعدلات نمو مرتفعة في ضوء خطط واضحة وشفافة للإصلاح الاقتصادي الشامل، بالإضافة إلى قدرة مصر على تطوير وتنويع مصادر الدخل من العملة الصعبة حتى في ظل ركود القطاع السياحي الذي ظل ولفترة طويلة أهم مصادر النقد الأجنبي بمصر.
واليوم ومنذ قليل يأتي إعلان بالغ الأهمية من قبل البنك المركزي بالبلاد، هذا الإعلان من شأنه أن يؤكد أن المعروض من الدولار فعلياً داخل حركة التداول النقدي بمصر يتزايد بفعل عدد من العوامل من ضمنها عامل يُمثل أهم مصادر تمويلات مصر من العملة الأمريكية ألا وهي تحويلات المصريين العاملين خارج البلاد، وجاء الإعلان تحديداً وبالأرقام ليؤكد زيادة تلك التحويلات بشكل كبير خلال الشهر الماضي مايو 2019.
حيث جاء إعلان المركزي المصري اليوم الاثنين ليوضح، أن التحويلات النقدية من العملات الأجنبية للمصريين العاملين بخارج البلاد قد وصل خلال شهر مايو إلى مستويات مبشرة جداً ليسجل 3 مليار دولار، مع العلم أن هذا المستوى يعتبر تقدم قوى وسريع في مستوى التحويلات حيث كان قيمة التحويلات من شهر فقط وتحديدا في شهر ابريل 2019 عند مستوى قيمته 2.1 مليار دولار.
وأكدت بيانات المركزي في إعلان اليوم، أن قيمة تحويلات المصريين العاملين بخارج البلاد خلال مايو 2018، أي ما يقرب من عام مضى بلغت 2.6 مليار دولار، وهو الوقت نفسه من العام الماضي، وهذا يؤشر ويؤكد أن الزيادة المحققة تمثل تطور وتقدم حقيقي في الحصيلة الدولارية بمصر من قطاع التحويلات الخارجية، وبالتأكيد لمثل تلك النتائج تأثيرات سريعة ومباشرة على سعر الدولار في المستقبل المنظور، بل قد تساهم في تراجع جديدة للدولار وسط زيادة الثقة في الجنيه وزيادة الثقة في توافر العملة الأجنبية بالقطاع المصرفي بمصر إلى الحد الذي يلبي المتطلبات المالية والاقتصادية بل ويزيد.