حقق الذهب اليوم داخل قطاع التداول بالأسواق المصرية قفزة وصفها جميع الخُبراء والمتعاملين بالذهب بمصر أنها قياسية بالفعل وتاريخية غير مسبوقة، فلقد حقق الذهب اليوم ارتفاع بسعر الجرام الواحد كسر حاجز العشرة جنيهات، ووجدنا سعر جرام الذهب من عيار 21 اليوم الأربعاء يتخطى وذلك لأول مرة بتاريخه مستوى 685 جنيه للجرام، وظل التساؤل الذي يطرح نفسه وبقوة شديدة ما السبب الذي دفع الذهب اليوم داخل مصر لمثل هذا الارتفاع الكبير، وكان من المهم أن تأتي الإجابة القاطعة من قبل المُختصين، وبالتأكيد لن نجد مثل رئيس الشعبة العامة للمجوهرات باتحاد الغرف كأفضل موضح ومُفسر لسبب هذا الارتفاع التاريخي.
حيث جاءت تصريحات رئيس الشعبة العامة للمجوهرات باتحاد الغرف أمين واصف، موضحة الأسباب الفعلية التي دفعت اليوم المعدن الأصفر لارتفاع تاريخي حقق معدل زيادة قد تكون تاريخية فعلياً، وقال واصف أن السبب المباشر وراء ذلك هي مؤثرات عالمية فاعلة، حيث أكد أن الذهب ارتفع عالمياً بشكل كبير في سعر الأوقية فور بدء التعاملات اليومية.
وأضاف أن هذا الارتفاع العالمي أمتد أثره لمصر، وقال أن سبب الارتفاع عوامل سياسية واقتصادية أثرت بالشدة على الأسواق العالمية وجعلت الذهب هو الملاذ الذي لا يُقارن بملاذ اقتصادي أخر عند جميع المُضاربين.
وتمثلت تلك العوامل والتي ذكر واصف، في الحرب التجارية المتمثلة في صراع الرسوم والجمارك بين الصين والولايات المتحدة، وتلك الحرب أوجدت مشاكل اقتصادية بالعالم كله وساهمت في تراجع القوة الفعلية للدولار، وأثرت على معدلات النمو الاقتصادية بكافة الاقتصاديات العالمية كما أكد واصف، وأضاف إلى ذلك التوترات السياسية الشديدة التي تُحيط بالعالم، وجعلت تلك التوترات الذهب كعادته عنصر الأمان الاقتصادي والادخاري الأول في مثل تلك الظروف.
ثم كشف واصف عن مفاجأة حول سعر الصرف بمصر وقرار تحريره الذي تمثل في تعويم العُملة المصرية الجنيه، حيث أكد أن قرار التعويم أوقف أسعار الذهب عند مستويات معقولة ومُتحكم فيها نوعاً ما، فلولا التعويم كما أكد واصف كانت أسعار الذهب بمصر في مثل تلك الظروف وصلت لمستويات تفوق الخيال فيما يتعلق بأسعارها.
كل تلك العوامل التي ذكرها رئيس الشعبة العامة للمجوهرات، دفعت معدلات الطلب على الذهب إلى الزيادة، وجعلت الرغبة الاستثمارية فيه جامحة على المستوى العالمي، مما جعل ارتفاع الذهب عالمياً ومحلياً أمر واقع اليوم بشكل غير مسبوق .