ربما كانت حرب بين قوتين نوويتين الآن أخر ما تنتظره الأسواق العالمية لكي تتجه أكثر إلى ضبابية وعدم يقين غير مسبوق يُحدث ما لا يتمناه المستثمرون خاصة الذين يُعولون على تعافياً اقتصادياً عالمياً تعود معه مُعدلات النمو العالمية لسابق عهدها.

ولكن التوترات الجيوسياسية بمناطق عدة في العالم أضف لها القوة الدافعة لسوق الذهب مؤخراً وهي التعريفات الجمركية الأمريكية، لم تترك أمل لعودة قريباً للنمو العالمي لمستويات تدفع الاقتصاد العالمي لنهوض بعد كبوة، ولا شك أن التوترات الخطيرة الأخيرة بين الهند وباكستان أضافت لمخاوف الأسواق عامل جديد قد يُغير بالفعل من مؤشرات الأسواق ويدفع أسعار الذهب العالمية لصعود سريع وقوي وتاريخي ليصل لمستويات تتجاوز 4000 دولار للأوقية.

فنزاع عسكري مسلح بين قوتين نوويتين فرص التسوية دوماً بينهما تكن شاقة مع مجتمع دولي بات عاجزاً أمام أي صراع ينشب.. مع سياسية أمريكية تصعيديه خاصة ضد الصين برسوم جمركية أشعلت حرب تجارية عالمية غير مسبوقة، هذا كله لن يترك مجال للتفكير أمام الأموال الهاربة من الأسواق خاصة الأسهم والسندات وغيرها من أوعية الاستثمار التقليدية أو حتى الغير تقليدية كالعملات المشفرة أن تجد من الذهب الملاذ الآمن الأقوى لها.

ودعنا الآن نبرهن لكم بالإحصاءات والأرقام التأثير المتوقع لحرب بين الهند وباكستان يُخيم عليها ظرف دولي حرج أحدثته الرسوم الجمركية الأمريكية كيف سيندفع الذهب لصعود غير مسبوق، إذا أصبح العالم على خبر يُقيد بانطلاق أول طلقات الصراع بين القوتين النوويتين مع تصعيد أمريكي من جانب أخر ورد صيني برسوم جمركية وتعريفات متبادلة تُقود من تعافي النمو العالمي.

مؤشرات تاريخية لتأثير أي نزاع بين الهند وباكستان على أسعار الذهب

بمجرد أن يلوح أي من الطرفين سواء الهند أو باكستان بصراع مرتقب بينهما، ومع تطور التلويح لصدامٍ حتى وإن كان محدود، لا يلبث الذهب إلا أن يصعد وبقوة، وإليكم الدلائل:

• حرب كارجيل 1999 بين الهند وباكستان: صعد سعر الذهب العالمي بنسبة 8%.
• أزمة البرلمان 2001 بين الهند وباكستان: صعد سعر الذهب بنسبة 14.5%.

🟠 حرب كارجيل – 1999

• الحدث: صراع عسكري محدود في كارجيل بكشمير بين الهند وباكستان.

• التأثير على الذهب:
  خلال أشهر النزاع (مايو – يوليو 1999)، ارتفع سعر الذهب عالميًا بنحو 8%، مدفوعًا بمخاوف المستثمرين من تصعيد نووي محتمل بين الدولتين.

• مثال رقمي:

  • بداية مايو: حوالي 270 دولارًا للأونصة.

  • نهاية يوليو: تجاوز 290 دولارًا للأونصة.

🟠 توترات ما بعد هجوم البرلمان الهندي – 2001

• الحدث: هجوم على البرلمان الهندي نُسب إلى جماعات متمركزة في باكستان، أدى إلى حشد عسكري ضخم على حدود البلدين.

• الفترة: ديسمبر 2001 – يونيو 2002.

• التأثير على الذهب:
  أسعار الذهب ارتفعت من نحو 275 دولارًا إلى أكثر من 315 دولارًا للأونصة في أقل من 6 أشهر (+14.5%)، مدفوعة بمخاوف اندلاع مواجهة نووية مباشرة.

وعلية مما سبق فإن حرب أو نزاع عسكري بين الهند وباكستان يصعد بسعر الذهب العالمي بنسبة قد تصل إلى 15% فماذا لو أضفنا لهذا العامل حرب الرسوم الجمركية التي لا تهدأ بين الولايات المتحدة والصين.. كيف سيكون التاثير؟.

رسوم جمركية أمريكية وحرب بين الهند وباكستان وأسعار الذهب

بجانب تأثير الحرب الباكستانية الهندية المحتملة حال نشوب تلك الحرب وتوقع صعود الذهب بسبب هذا التطور الخطير، فإن تنامي حرب التعريفات الجمركية وعدم إبداء أي احتمالية للتراجع عنها قد يضاعف من التأثيرات على أسعار الذهب العالمية بسبب ارتفاع نسب التضخم وصعود نسب الركود وزيادة منطقية للطلب على الذهب يدعمها حرب بين قوتين نوويتين سوف يزداد الطلب فيهما على الأقل على الذهب مع تراجع عملتهما الوطنية حال نشوب النزاع لمستويات كبيرة.

هذا كله سوف يرفع الذهب مع زيادة عالمية غير مسبوقة للطلب على المعدن الأصفر لنسب قد تصل إلى 30%.. وإليكم مسار الأسعار المتوقع حال تحقق سيناريو صدام مسلح بين باكستان والهند مع تنامي وتصاعد حرب الرسوم الجمركية العالمية:

رصد زمني: تطور الذهب أسبوعًا بأسبوع في حال تصاعد الأزمة

فيما يلي رصد زمني مفصل أسبوع بأسبوع لتطور أسعار الذهب عالمياً حال استمر الصراع المسلح بين الهند وباكستان لمدة 6 أسابيع فقط.

وأخيراً إن حرب متوقعة بين الهند وباكستان احتمال قائم بقوة خاصة بعد التصريحات الأخيرة لوزير الإعلام الباكستاني بأن بلاده لديها معلومات استخباراتية بأن نيودلهي فعلياً سوف تشن هجوم عسكرياً على إسلام آباد خلال 24 إلى 36 ساعة قادمة.. ومن ثم فإن أسواق الذهب في تلك الحالة على موعد مع سعر تاريخي جديد قد يفوق التوقعات قبل ختام العام 2025.