أسئلةٌ باتت مشروعة في وقتٍ أصبحت المعادن النفيسة وخاصةً الذهب هي الملاذ الآمن الأكثر جاذبية بعد أن تكالبت جميع العوامل لتُشكل واقع مفاده أن العصر الحالي هو عصر الذهب بامتياز، ورغم ما حققه الذهب من مكاسب لفترة طويلة بدأت من بداية العام الماضي 2019 وحتى تاريخ كتابة هذا التقرير بالشهر الثامن من العام 2020 وتحديداً الأول من أغسطس 2020 ووصول سعر أونصة الذهب إلى ما يقرب من 1970 دولار يظل على الساحة سؤالين في غاية الأهمية!
الأول هل يُمكن أن يصل الذهب بالعام 2020 إلى 3000 دولار للأوقية، والثاني هل يُمكن أن يتراجع سعر الذهب وتنخفض أسعاره مُجدداً فاقداً لمكاسبه الكبيرة.
وبهذا التقرير تحصل على الإجابة الوافية من توقعات أسعار الذهب للعام 2020 وفق آراء المؤسسات المالية والخبراء وتحليلهم المُستقبلي لمسار أسعار الذهب بالعام الجاري.. فهيا إلى التفاصيل.
هل يصل سعر أوقية الذهب بالعام 2020 لحاجز 3000 دولار
بداية إن أي مستوى من المكاسب مُمكن أن يُحققه الذهب هو وارد بالفعل، فلا ننسى أن سعر الذهب مع بداية العام الماضي كان عند أعتاب الألف دولار للأوقية والآن مع النصف الثاني من العام 2020 يقترب من 2000 دولار للأوقية! وربما جلسة أو جلستين ويصل سعر الذهب فعلياً في أغسطس 2020 لسعر 2000 دولار للأوقية، ولكن هل مع خِتام العام يصل الذهب إلى حاجز 3000 دولار؟
المتوقع أن أقصى سعر قد يحققه الذهب مع ختام العام 2020 هو سعر 2500 دولار للأوقية نظراً لتشبع مصادر جذب الذهب من الصناديق السيادية والبنوك المركزية خاصة البنك المركزي الروسي والصيني والتركي من مشتريات الذهب، ويتوقع الخبراء أنه إن لم تتوافر العوامل التي قد تؤدي لانخفاض الذهب مع بداية العام 2021 قد يصل الذهب فعلياً مع الربع الأول من العام 2021 لحاجز 3000 دولار للأوقية.. وهنا يفرض السؤال الثاني نفسه وهو متى ينخفض سعر الذهب؟
متى ينخفض السعر العالمي للذهب
بداية ليس من المتوقع خاصة مع عدم الوصول بعد للقاحٍ مُؤكد شاف وأمن من جائحة كورونا ومع استمرار تراجع النمو التجاري والصناعي إلى الحد الذي وصل باقتصاد الولايات المُتحدة للركود رسميًا أن يتراجع سعر الذهب قبل ختام العام 2020.
ولكن.. إن تحققت الشواهد والعوامل التالية فمن الممكن أن يتراجع سعر الذهب فعلياً ولا يصل كما هو متوقع بالربع الأول من العام 2021 لحاجز 3000 دولار فما هي تلك العوامل التي قد تقود سعر الذهب للتراجع مع بداية العام 2021 كما رصدها موقع ماركتنا من تحليلات المؤسسات المالية:
-
عدم تمكن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من الفوز بمدة رئاسة ثانية بالبيت الأبيض وهو ما يعني تراجع العديد من السياسات المالية العالمية التي أدت لحرب تجارية طاحنة بين الولايات المُتحدة والصين.
-
اكتشاف لقاح ناجح لفيروس كورونا وأن يكون ذلك مُقترناً بالأساس مع توفر جميع العوامل التي تؤدي إلى نهوضٍ بالنمو الصناعي والتجاري العالمي.
-
تغيير البنك الفيدرالي الأمريكي من سياساته تجاه مُعدلات الفائدة برفعها مما يؤدي إلى ارتفاع بأسعار الدولار عالمياً ومن ثم تراجع الذهب.
-
تراجع مستويات التضخم العالمية مع زيادة مُعدلات الإنتاج وهذا ما قد يدفع البنوك المركزية لطرح جزء كبير من احتياطياتها من الذهب للسوق ومن ثم زيادة المعروض وتراجع السعر.