حقائق ثابتة أصبحت تحكم حركة الاقتصاد العالمي مُنذ شهور مضت، فلم يعد أحد يتوقع تعافي للدولار وأصبح الجميع ينظر بثقة أكبر للذهب كملاذٍ آمن للاستثمار، وأصبحت تلك الحقائق تترسخ يوماً بعد يوم منذ بداية العام 2019، وذلك تحت تأثير عوامل عِدة أصبحت تقود الحركة العامة للاقتصاد الدولي نحو مفاهيم مُغايرة للماضي القريب .
فاليوم صعد الذهب لمستوى قياسي بحق، وحقق مكاسب بالأسعار ربما وحسب التقديرات لم يحققها المعدن الأصفر منذ 6 سنوات مضت وتحديداً منذ سبتمبر 2013، فلك أن تعلم أن السعر الفوري للذهب اليوم قد حقق قفزة بمقدار 2.2 % دفعة واحدة وهي الأكبر كما قلنا من سنوات، وبالمقابل تراجع الدولار اليوم أمام سلة العملات العالمية بمستوى 0.5 % وربما هذا هو التراجع الأكبر للعملة الأمريكية أمام سلة العملات الدولية منذ بداية العام .
لماذا يزدادا الدولار تراجع ويرتفع الذهب
ولكي نوضح باختصار أسباب هذا الوضع الاقتصادي الغالب على المشهد الدولي، من تراجع كبير للعملة الأمريكية بمواجهة العملات العالمية، وتعافي ملحوظ بل وتاريخي للمعدن الأصفر، عليك أن تدرك حقيقة أن المعادلة هي تفضيلات المستثمرين بين الذهب والدولار والمفاضلة بينهما، ومؤخراً ازدادت العوامل المُرجحة لقوة الذهب على الدولار وتمثلت في :
- توقعاتٍ مُتزايدة بعد تصريحات الفيدرالي الأمريكي بخفض الفائدة بشهر يوليو القادم، وهذا يزيد من تكلفة اقتناء الدولار لدى المستثمرين ويجعلهم يتجهون بقوة للذهب .
- ضعف معدلات النمو الاقتصادي بالولايات المتحدة بعد نتائج حربها التجارية مع الصين .
- ارتفاع أسعار النفط نتيجة التوترات التي تشهدها منطقة الخليج العربي، أكبر مصادر الطاقة بالعالم .
كلها عوامل جعلت من معدلات الضغط على الدولار تزداد وبشدة، ومن ثم تراجعت التوقعات الايجابية حياله وانعكس بالسلب على أسعاره، وهذا كله صب في صالح الطلب على الذهب فارتفعت أسعار الذهب بشكل كبير خلال جلسات التعامل الفورية مقابل تراجع الدولار .