لا شك أن هواتف ايفون من ابل علامة فارقة في سوق الهواتف الذكية على مستوى المعمورة وذلك منذ سنوات، ولكن ربما يكون هذا هو التصور السائد قبل أن تتنمر عليها وبقوة الهواتف الصينية مثل هواوي وأوبو وشاومي وغيرها من ابتكارات السوق الصينية في هذا المجال.
ورغم المنافسة الشرسة التي باتت تتصاعد عام بعد عام بين أبل آيفون والهواتف الصينية إلا أن في كل عام كانت المنافسة تُحسم لصالح الشركة الأمريكية أبل، وربما كان جزء كبير بل وكبير جداً من العوامل التي رجحت كفة أبل على كفة الهواتف الصينية هو المخزون الكبير من الجمهور الشغوف بإبداعات أبل خلال السنوات الماضية والتي دفعت عجلة مبيعات أبل لسنوات عديدة قادمة إلى الأمام.. حتى وإن كان السؤال الأكثر تكرار تجاه هواتف أبل الجديدة خاصة بأخر 5 سنوات ما الجديد؟ ربما لا جديد يُذكر يُبرر فارق السعر مع كل نسخة جديدة من هواتف أبل بالمقارنة بالنسخة السابقة.
ومؤخراً بات التحدي الذي تُمثله الهواتف الصينية والذي تحول لخطر حقيقي يُهدد عرش الايفون لا يخفى على أحد، وبات السؤال في عام 2025 هل يكون هو العام الذي تبدأ فيه فعلياً أسطورة ايفون في التراجع ؟!!!.
وربما ما يُعزز هذا التصور ثلاث تحديات استجدت بجانب التطور الرهيب للهواتف الصينية بالسنوات الأخيرة جعلت من تهديد عرش الأيفون واقع لا يمكن تجاهله، وتمثلت تلك التحديات في 2025 في الرسوم الجمركية الأمريكية والتضخم والذكاء الاصطناعي فكيف ذلك هيا نوضح الأمر بشكل أكثر تفصيل.
الرسوم الجمركية والتضخم هل تقضي على مبيعات ايفون 2025
سؤال منطقي للغاية في ظل سياسة التسعير التي كانت ايفون تتبعها بالسنوات الماضية لكل إصداراتها الجديدة من كل عام والتي دوماً كانت الدهشة تجاهها السمة الرئيسية بين كل من يتابع سوق الهواتف الذكية سواء كان من هؤلاء الذين لا يهتمون باقتناء النسخة الجديدة من هواتف ايفون أو الشغوفين بتتبع أخبار الايفون والحصول على كل جديد يصدر عن أبل.
وكانت الهواتف الصينية تتبع إستراتيجية تسعير مغايره تماما لأبل تعتمد على مزيد ومزيد من التطوير بأسعار أقل كثيراً من ايفون، حتى وصل الأمر لتضيق الفارق بين هواتف ابل والهواتف الصينية من حيث التقنية لأقل فجوة بالعام 2024 ولا تزال ابل تٌصر على أسعارها المرتفعة.
بالعام 2025 لا شك أن الرسوم الجمركية الأمريكية سوف ترفع تكلفة إنتاج أبل لمستويات قياسية خاصة وأنها تعتمد في سلاسل إمداد مكوناتها الرئيسية بشكل كبير على الصين، ومن ثم ستكون المنافسة مع الهواتف الصينية من حيث السعر خارج الولايات المتحدة بالعام 2025 لصالح الهواتف الصينية بلا جدال.
كما أن السوق الأمريكية لن يُسعف هواتف ابل بمبيعات تُغطي خسائرها خارج أمريكا بسبب ارتفاع تكلفة إنتاجها بسبب الرسوم الجمركية، لأن ببساطة التضخم المتوقع بالعام 2025 بالولايات المتحدة عند مستويات تجعل من الصعب على الكثير من الأمريكان التفكير في شراء هاتف ايفون الجديد بأسعار مضاعفة.
الذكاء الاصطناعي يضع ابل في تحدي غير مسبوق
ربما إن كانت هناك نصيحة تُقدمها لأحد يريد شراء هاتف جديد هي “تمهل وأصبر”، فثورة الذكاء الاصطناعي سوف تُغير تماما من رؤيتنا للهواتف الذكية وسيصبح كل هاتف قبل 2025 غبياً بالفعل، وتطور الذكاء الاصطناعي بالشواهد هو في صالح الهواتف الصينية على حساب أبل الأمريكية لماذا؟.
ابل مغلقة للغاية في تطوير الذكاء الاصطناعي لهواتف ايفون على بيئة محدودة تربط بين هواتف ايفون ومنتجات أخرى من ابل مثل ابل واتش أو ماك أو آيباد،وهذا عكس الهواتف الصينية التي تقطع أشواط أكثر انفتاح لاستخدام الذكاء الاصطناعي في تطوير أداء هواتفها وبأسعار اقل كثيراً عن ابل وتمثل ذلك في:
- تطور تقني بتحسينات متسارعة في الواقع المعزز والتصوير والتحكم الصوتي بأسعار أقل بكثير من ابل.
- قطعت الهواتف الصينية أشواط أكثر تطوراً في استخدام الذكاء الاصطناعي في التصوير خاصة هواتف هواوي مما سيجذب محبي التصوير نحو الهواتف الصينية وتخسرهم ابل التي لم تصل لمستويات الهواتف الصينية حتى الآن سواء من حيث الأسعار الأقل أو مستوى التطور في استخدام الذكاء الاصطناعي في التصوير.
- النجاح الكبير الذي نجحت فيه الهواتف الصينية في تحقيق التكامل بين هواتفها وإنترنت الأشياء IOT في المنازل الذكية سوف يجعل ميزة قوية جداً للهواتف الصينية 2025 على حساب أبل.
🔻 برأيك.. هل تستمر أبل في التفوق أو على الأقل يتأخر سقوطها أم أن 2025 سيكون بداية النهاية لآيفون؟ وهل ترى أن الهواتف الصينية أصبحت الخيار الأفضل للمستهلك الذكي؟ أم أن عناصر التفوق الصينية ليست كافية من أن تجعل منها بالأمد المنظور رجل العرض الأول بالأسواق.