الذهب والدولار، بطلا العرض الأول بالساحة الاقتصادية عالمياً في تلك الفترة التي يشهد فيها العالم تغيرات اقتصادية كبيرة قد تُغير وبشدة المشهد الاقتصادي العالمي خلال السنوات القادمة بشكلٍ غير مسبوق، ولا شك أن التغيرات الكبيرة بالساحة الاقتصادية العالمية لا يمكن معها أن يغيب الذهب أو الدولار كلاهما عن المشهد .
ومع تنامي التوتر التجاري بين أكبر قوتين اقتصاديتين على الإطلاق بالساحة العالمية وهما بالطبع الولايات المتحدة والصين، بدأت المخاوف تزداد يوماً بعد يوم من أن يدخل الاقتصاد العالمي عامة والأمريكي خاصة في نفق تباطؤ مُعدلات النمو الذي قد يقود لكسادٍ اقتصادي أمريكي حتمي .
وربما هذا الطرح من توقعات بأن يشهد الاقتصاد الأمريكي حالة من الكساد، هو ما دفع الفيدرالي الأمريكي بالأمس من أن يُصدر تصريحاتٍ مؤكدة بان قرار بخفض معدلات الفائدة قريب الحدوث لتدارك أثار أي كساد مُحتمل .
هذا التصريح دفع اليوم الأربعاء 5 يونيو، مؤشرات أسعار الدولار الأمريكي إلى الانخفاض بشكل لم يحدث منذ سبعة أسابيع .
هذا التراجع بمؤشرات أسعار الدولار جعل تفضيلات المستثمرين نحو العملة الأمريكية تقل وبشدة أكثر حتى من الأيام الماضية، فلم يعد للدولار بريقه السابق لدى المُضاربين الذين أصبحوا يتوقعوا العديد من السيناريوهات المؤلمة بشان الدولار بعد قرارات منتظرة بخفض الفائدة، وتباطوء للنمو الاقتصادي العالمي، وهذا دفع دفة الأمور أكثر للطلب على الذهب .
وأصبح الذهب هو الآن البديل المُفضل عن الدولار، كل هذا أدى لنتيجة وحيدة ومنطقية، وهي ارتفاع أسعار الذهب اليوم سواء خلال التعاملات الفورية أو حتى خلال العقود الأمريكية الآجلة وذلك لمستوى هو الأكبر على الإطلاق منذ 3 شهور .